كلمة المدير
كلمة المدير
كلمة مدير المدرسة
يا أحبّة؛
المتنبّي، مدرسة تمنح طالباتها وطلّابها الفرص المغايرة والمساحات المختلفة من التجارب الحياتيّة-المدرسيّة الكفيلة بتخريجهم إلى معترك الحياة بثقة وثبات. تهتمّ المتنبّي دومًا بفلسفة "الاستثمار بالإنسان"، الإنسان الذي يقف في مركز ولبّ فلسفتها التربويّة-التعليميّة، التي ترى بالإنسان قيمةً مطلقة وحقيقة ثابتة لا يقوم قوَام المجتمع دونه، وما تبقى هي التفاصيل التي تدور أصلًا في فلك الإنسان.
يا أحبّة إليكم من الوصايا عشرًا؛
أوصيكُم دومًا بالأمل والتصديق بقدراتكم المختلفة والعمل دومًا على تعزيزها وتمكينها في سبيل تحقيق أهدافكم القصيرُ مداها والطويل.
أوصيكُم بالنظر دومًا لذاك النصف الطافح من الكأس، وإيّاكم والانغماس بما مضى، فالحياة تمنحكم دومًا فرصة البداية من جديد.
أوصيكُم بشقّ طريقكم العلميّ-المهنيّ؛ فما أحوج مجتمعنا لطاقاتكم الشبابيّة ومؤسّساتنا المختلفة لسواعدكم الفتيّة، فأنتم عماد المجتمع.
أوصيكُم بالتحلّي بالصبر، التسامح وجميل الخصال، الكريم من الأخلاق والكثير من القيم النبيلة التي ترتقي بحامِلِها وترقى به نحو مراتب السيادة والريادة.
أوصيكُم بالتواصل مع رغباتكم، الاستماع لحاجياتكم المختلفة والعمل على تهذيب نفوسكم من أجل تحقيق الرضا والسلام النفسيّ الذي يُعتبر جزءًا من مسؤوليتكم الذاتيّة تجاه أنفسكم أوّلًا ومجتمعكم ثانيًا.
أوصيكُم بالعمل الدؤوب على رسم خططكم المستقبليّة والسعي الدائم لتحقيق أهدافكم رغم كل الظروف والعقبات، إيّاكم والاستسلام أو الاعتياد على الأشياء، فالجريمة الكبرى أن يعتاد الإنسان على شيء دون السعي نحو تعديله أو تغييره.
أوصيكُم بتحقيق التوازن بين الموجود والمرغوب؛ وإذا ما رغبتم بشيء فاعملوا على تطويع الموجود حتّى تحقيق المرغوب.
أوصيكُم باستحقاق الحرّيّة والعمل على نيْلها، وتذكّروا أنّ الحرّيّة تعني المسؤوليّة.
أوصيكُم بالتواصل معًا والعمل على الانخراط في قضايا مجتمعنا وانتهاج نهج العمل الجماعيّ ففي اتّحادكم قوّة وصلابة.
أوصيكُم بإنتاج الثقافة واتّباع ثقافة الإنتاج لا ثقافة الاستهلاك أو استهلاك الثقافة.
يا أحبّة؛
سيروا بأناقة وجمال فعلى هذه الأرض ما يستحقّ الحياة والأمل كونوا خير سفراء للمتنبّي؛ الحكاية والمدرسة، الحلم والهوّيّة... معًا نكتب حكاية المتنبي؛ "فمن يكتب حكايته يَرِثُ أرض الكلام، ويملُك المعنى تمامًا".
بمودّة واحتواء
رائف عمري