المتنبي ويوم المرأة العالمي
المتنبي ويوم المرأة العالمي
الزمان، الثامن من آذار بتوقيت غليانِ ركوة قهوة عدنيّة تُعدُّها هدى بحُبٍّ وعلى مهل وبنكهةِ قافٍ جبليّة ثقيلة تحفظُ بذلك نهج الحدود الخمسة، عبيرُ ابتسامٍ فكلامٌ منوّرٌ فسلامٌ.
لا تروقُ القهوة لنريمان فتُقلِّبُ صفحات رسالة النساء للجاحظ الذي قال: "وهو أنَّ الله تعالى خلقَ من المرأة ولدًا من غير ذَكَر، ولم يخلق من الرجل ولدًا من غير أنثى، فخصَّ بالآية العجيبة والبرهان المنير المرأةَ دون الرَّجُل".
فسبحان مَن جعل من مريم آيةً في الكتاب وهي المعالي من بين النساء...
يتنهّد الصباح فالناهد وكريستينا هنا، تأخذ غزالة فنجان قهوتها وتلحقُ بها سوسن، ويتجلّى ربيع الحياة بحضور حكمت، فطنة فاطمة، هدوء سماح، ابتسامة ساهرة، ايجابيّة فادية، رزانة غصون، إصرار حُبّيّة، تمهُّل منى، دِقَّةُ رباب، مرح روزا، رقة يارا وآلاء، لُطف نبال، عفويّة أحلام وصمت ليلى الطويل.
تُوزّع أميرة فناجين القهوة وتبدأ حكاية ندى الصباح عن تاء التأنيث الساكنة في ثورة الأمل ونون النسوة الضاجّة بمكانٍ تجلس فيه راوية بين هدى وإسلام.
إنّه يوم المرأة؛ نسوة عاملات خرجن من المصنع، رفعن عاليًا الخبز اليابس وباقات الورد تحت شعار "خبز وورود"... إضرابٌ فمظاهرة ومطالب شرعيّة أبرزها تخفيض ساعات العمل، تحسين الأُجور ووقف عمالة الأطفال وتجارة الأيدي الناعمة.
صار اليومُ يومًا عالميًّا وعلى جدول الأعمال توضعُ المرأة كقضيّة؛ الراية المرفوعة هي الإيمان بعدالتها وأنّ خيارها الوحيد نجاح قضيّتها...
كلّ الرهانات خاسرة؛ وحدها المرأة تُتْقِنُ جميع الأدوار فلذلك يرى محمود درويش أنّ الجميلات هنّ الجميلات؛ نقش الكمنجات في الخاصرة...
تُحلّق إسراء في سَما الأمومة ومن السّماء نقتبسُ نجمة تحكي لنا عن انتظارنا لعودة رُلى والتزام سمارا، اجتهاد منار، ذكاء هبة، تمَكُّن يانا، مُثابرة نادين، ضحكة جورجيت، استعداد نانسي الدائم، لباقَة روان وختامها طيّبٌ مع كعكة تخبزُها هنادي بحبّ...
بين فنجان القهوة والكعكة، قد نتوه بين أحمر الشفاه على استدارة فنجان القهوة ولون الشفق، بين قلم الكحل وقلم الكتابة على اللوح... إلّا أنّ عطر كريستيان ديور لن يشفع لنا إذا ما رغبنا بمساعدة هدى صباحًا بتحضير القهوة؛ فالقهوة تعشق الروائح.. والقهوة أحلى بطعم امرأة ...
كلّ عامٍ وأنتن أصلُ الحكاية، رُقيَة تحفظُ الوجود لننعمَ بالخير والسعادة ...
بمحبّة
رقيّة عدوي